الطرائق البيداغوجية
Les méthode pédagogiques
1: تعريف :
يشير كلا من Champy و Etévé. إلى أن استعمال" طريقة بيداغوجية" يعد من الاستعمالات الواسعة في الأدبيات البيداغوجية ، حيث يمكن
أن نميز بين ثلاث معان متداولة : المعنى الأول ، يشير إلى اعتبارها اتجاها بيداغوجيا يبحث عن دعم بعض الغايات التربوية ،
فيؤدي إلى مجموعة واضحة من الممارسات ، مثل: طرائق تقليدية ، حديثة، فعالة... وما
يوحد بين هذه الطرائق هو كونها تعمل على توظيف وضعيات ووسائل مختلفة تكون تابعة
لمشروع تربوي واضح، المعنى الثاني يستعمل للإشارة إلى نوع من الأنشطة التي تهدف
إلى إتاحة بعض أنواع التعليم ، أو إلى تنمية بعض القدرات ) الطريقة الكلية، طريقة المشروع ، طريقة التعليم
المبرمج...( والشيء الموحد في هذه الطرق هو طبيعة النشاط في خصوصيته
البيداغوجية ، حيث يستدعي وضعيات ووسائل محددة ، أما المعنى الثالث فيستعمل
للإشارة إلى وسائل خاصة ذات استعمالات مضبوطة ترتبط بأهداف محددة جدا ) الوضعية المشكلة ،
مشاكل مفتوحة... (
كما
أن الطريقة البيداغوجية الحقيقية ، هي عبارة عن نموذج واضح، انطلاقا من الأسس
المرجعية التي تستند إليها ،وانطلاقا من حرصها على تحقيق توازن بين متغيراتها
الثلاث : الغايات، المرجعية العلمية ، الوسائل والأدوات ( Champy,Etévé,1994) والطريقة حسب Leif
هي مجموع المبادئ والوسائل والخطوات وقواعد
الفعل التربوي أو البيداغوجي قصد تحقيق الأغراض والأهداف والغايات التي نحددها ).1974Leif.J) .
كما
نجد بأن الطريقة حسب روكلان REUCHLIN هي مجموعة منظمة
وواضحة من المقاصد والنتائج التربوية الموجهة نحو هد ف معلن بصفة ظاهرة أو ضمنية.
بعد محاولتنا التعرف على معنى الطريقة ، سننقل الآن إلى تحديد أهم مكونات الطرائق
البيداغوجية .
2
ـ مكونات الطرائق البيداغوجية:
تتكون الطرائق ، بالنسبة لتنظيمها الداخلي ، من خمس مكونات
أساسية
1ـ
المستوى المنهجي le degré de la didactisation ويشير
إلى الوضع الذي تتحده المعارف المدرسية في علاقاتها بالمجالات الاجتماعية التي
ستظهر فيها)
البعد الوظيفي للمعرفة المدرسية ( :
2-
الوضعيان المستعملة: ويمكن ترتيبها غي ثلاثة أنواع حسب بنية التواصل المقترحة من طرف
كل واحدة: الوضعيان الجماعية المفروضة ) الدرس الإلقائي ...(،وضعيان النشاط المتداخل situations interactives وتتضمن جميع أشكال العمل بالمجموعات ، وأخيرا وضعيات فردانية ،
وتشمل المقابلة مع وصيtuteur ... الدراسة بمساعدة
الحاسوب ...
3-
الوسائل المجندة :أي الوسائل المستعملة )نص
،صورة، أداة ...( وهنا يجب مراعاة ماأصبح يسمى بالجانبية
البيداغوجية profile pédagogique، حيث أن كل متعلم يكون
صورا ذهنية سمعية، أو بصرية أولها علاقة بالإحساس الحركي ، وعليه يمكننا أن نكيف
أو نختار وسائلنا حسب المنحى البيداغوجي للمتعلم، الذي يمكن أن يفضل وسيلة على
أخرى
4-
العلاقة البيداغوجية : وهنا يتعلق الأمر بالتوجيهية أو اللا توجيهية ، أو
التوجيهية الجديدة ، وفي هذا المجال ، يتحدث مثلا كورت لووين Kurt
lewin عن
رئيس الجماعة السلطوي ، وعن اللاتوجيهي ، وعن التسيير الديمقراطي ) وهي مفاهيم مشتقات من
علم النفس الإجتماعي ، وخاصة من الدراسات التي اهتمت بدينامية الجماعات (
5-
أشكال التقويم :حيث نجد بأن أية طريقة بيداغوجية تتميز بشكل التقويم الذي نختاره)ويمكننا
أن نلمس ذالك لاحقا ، حيث أن التقويم وفق نموذج بيداغوجيا الأهداف ليس نفسه في
بيداغوجيا الكفايات )سلسلة التكوين التربوي
العدد 4).
إذن، تلكم المكونات الخمس
الأساسية للطرائق البيداغوجية وذالك حسب تنضيمها الداخلي ، كما أشرنا إلى ذالك
سابقا ،وفي الخطوة التالية ،وقبل التطرق إلى
مسألة تصنيف الطرائق البيداغوجية نظرا لأهميته للتميز بين مختلف الطرائق
المستعملة، لا بأس أن نميز مفهوم الطريقة عن بعض المفاهيم المتشابهة معها ،لتلاقي
كل خلط محتمل .
3-
تمييز الطريقة عن بعض المفاهيم المتقاربة معها:
وسنخص
هنا بالذكر بعض المفاهيم التالية: النموذج التربوي، التقنيات التعليمية الأسلوب
التعليمي، المنهجية :فالنموذج التعليمي يشير إلى نسق بأكمله ،وينطلق من السياسة
التعليمية إلى الممارسة اليومية لعملية التعليم مرورا بالمناهج وبتنظيمها وتخطيطها ، التنظيم الإداري والتأطير
التربوي والموارد المادية والبشرية ، ويتسم بطابعه الدينامي في علاقته مع النسق
الثقافي والاجتماعي وبتوضيحه لأساليب إيصالها وتبليغها ... أما الطريقة فهي شكل من
أشكال العمل الديداكتيكي داخل الوضعية التعليمية التعلمية؛ التقنية التعليمية،
تعني مهارة un savoir faire، وذالك في الاستعمال
العام حسب le gendre، ومن بين هذه التقنيات
مثلا تقنية السؤال ، تقنية جلب الانتباه ، تقنية التحفيز ... أما المنهجية )وكما
رأينا سابقا (هي مجموعة من الخطوات أو المراحل
المنظمة والمرتبة، يقوم المدرس بتنفيذها، حتى يمكن من إنجاز الدرس )سلسلة
علوم التربية، عدد 7( . والآن ننتقل إلى تصنيف الطرائق البيداغوجية للتعرف على الطرائق
البيداغوجية
المتداولة وخصائص كل واحدة منها على حدى
4-تصنيف
الطرائق البيداغوجية
يشير
reuchlinالي عدم وجود نظرية عامة
تساعد على تقديم تصنيف وحيد وواضح لمجموع الطرق و التقنيات التربوية و التعليمية ،
و يقترح اللسس التالية :
.طرائق
حديثة مقابل طرائق تقليدية .
الأسس السيكولوجية و الفلسفية المعتمدة مثلا
كطريقة ديكولي /decroly تعتمد أساسا على نظرية الجشطالت في اللدراك
،طريقة مونتيسوري /montessori التي ل يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى السيكولوجيا
الحسية لكونداك ؛ طرائق سكينر) التعلم اإلجراءي ،التعليم المبرمج( وهي كنتيجة لنظرية التعلم
بالمثير والإ ستجابة؛طرائق Makarenko ( العمل بالمجموعات)
وهي نتيجة لمواقفه الماركسية؛الطرائق الحديثة التي ترتكز على الإبستيمولوجيا
التكوينية(Piaget، Wallon )؛الطرائق التقليدية التي تعتمد على الإلقاء...
· حسب موقف المربي: الطرائق الإ لقائيةأو الخطا بية
،الطريقة اللا توجيهية،وحسب دراسات كل من Lewinو white وHippit
،نجد طريقة المدرس المتسلط أو المدرس الديمقراطي أو المدرس الفوضوي(اللا توجيهي).
·
نوع العمل الذي يقوم به المتعلم:الطرائق الجماعية،الطرائق
الفردانية أو التفريدية،كما في التعليم المفردن أو في طريقة دالتون.
·
أ
أشكال الإ لقاء،إضافة إلى الوسائل
المستعملة،التي قد تكون كلمة أو جسم ملموس أ و صورة،كما أن المسؤول عن الإيصال قد
يكون إنسانا أو آلة، كالحاسوب...
·
نوع
العمل الذي يطالب التلميذ إنجازه:مثلا،الطرائق التقليدية تطالب التلميذ
بالتكراروالحفظ الآلي، بينما الطرائق الحديتة تدفعه إلى طرح الأسئلة و حل المشكلات
و الاكتشاف و الإ بداع و الإختراع)Reuchlin.M,1974) )
وبصفة
عامة،يمكن تصنيف الطرائق إلى مستووين أساسيين:هناك، من جهة،الطرائق التقليدية،
التي صنفهاNot ضمن ما أسماه بطرائق البناء الخارجي، وهي تعتمد
أساسا على تلقين موضوع المعرفة، ومن جهة أخرى،هناك طرائق "البناء
الذاتي"أو الطرائق الفعالةLes
méthode actifs
(سلسلة التكوين التربوي،ع4).
ويمكننا أن نتعرف بتدقيق أكثر على أهم خصائص
الطرائق الرائجة في الأدبيات التربوية، المتمثلة في الطرائق التقليدية والطرائق
الحديثة والطرائق النشيطة أو الفعالة ،في الآتي: القاسم المشترك بين الطرائق
التقليدية كونها قديمة ومتمحورة حول تبليغ المعارف وسلطة المدرس . ومبادؤها
الأساسية تقوم على التبسيط والتحليل والتدرج من البسيط والجزئي إلى المركب والكلي
من خلال تفريغ المادة وتجزيئها ، وتمتاز بالطابع الصوري ، حيث تعتمد على التسلسل
المنطقي والتصنيف ، الاعتماد على الحفظ في التعلم وعلى التذكر عند التقويم ،
الاعتماد على السلطة والعقاب ، والمنافسة للحصول على الجزاء ،التركيز على الحدس أي
الاعتماد على أشياء مجسمة لإثارة الملاحظة والإدراك الحسي: كما أنها تنطلق من
سيكولوجيا الملكات ، التي قوامها تنمية الملكات العقلية .
أما
الطرائق الحديثة فتتمحور بصفة عامة حول نشاط الطفل وتعلمه الذاتي ، ومن أهم
مبادئها : تكييف المدرسة حسب حاجيات الطفل ، واعتبار نمو الطفل ونضجه وتكييف
التعليم حسب كفاءات وقدرات المتعلم، الانطلاق من حوافز المتعلم واهتماماته ، تعلم
الطفل عن طريق الملاحظة والتفكير والتجريد والنشاط الذاتي ، وتعتمد أيضا على تنشئة
الطفل انطلاقا من حياته الاجتماعية .أما الطرائق النشطة أو الفعالة (وهي بالطبع
جزء من الطرائق الحديثة)فهي تتمحور حول نشاط المتعلم والفعل الذي يتعلم من خلاله
المعارف ويكتشفها ، حيث يصبح مشاركا بنفسه في بناء المعارف مستعملا مبادرته
الإبداعية، بدلا من تلقي المعارف (من الخرج جاهزة) حيث تعتمد على المبادرة الشخصية
والإبداعية والاكتشاف... فالنشيط يعتبر جماعة القسم جماعة منتجة ومتعاونة ، غير أن
هذا الإنتاج هو إنتاج شخصي وفردي والمعايير التي تستند إليها هذه الطرق هي :
النشاط والحرية، وحق المبادرة والتربية الذاتية التي تعتمد على النشاط والقرار
الشخصي والاستقلالية . ومن مؤسسي الطرق الفعالة نجد كل منPestalogie و Dewy و Decroly و Ferrière ... وهي بصفة عامة تقوم
على المبادئ التالية : تسعى إلى تكوين أطر متعودة على اقتراح أشكال جديدة من العمل
وميالة إلى التجديد، وتجعل التلميذ صانعا لمعرفته من خلال مشاركته ، وتجعل القسم
كمجتمع صغير قادر على تسيير نفسه بنفسه وفق قوانينه ومعاييره الخاصة والعيش بشكل
تعاوني ، وتدفع إلى تعلم التعليم ، وذلك بجعل التلميذ يستشعر إلى معرفة العالم
الذي يحيط به (معجم علوم التربية،2001). إن كل طريقة تربوية تؤطرها مرجعيات
إيديولوجية معينة، لنرى ما هي الخلفيات
الإيديولوجية والفكرية للطرائق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق